Posted by : مجالي البوق الخميس، 22 سبتمبر 2016




 مَا هِيَ عَاقِبَةُ تَدَخُّل أَمْرِيكَا فِي سُورْيَا؟! -






والآن، وأنا أُوشك على إنهاء بياني هذا, هناك سؤال يطرح نفسه:

هل سوف يؤثر هذا التحالف –الذي تقوده أمريكا- على مجريات الأحداث, وعلى الجهاد في
أرض الشام المباركة؟
وما هيَ عاقبةُ هذا التَّدخل الأمريكي في سوريا؟ وما تلاه من التدخُّل الروسي فيها كذلك؟

للإجابة على هذا السؤال, فإننا نرجع إلى رؤيا قديمة ذكرها الشيخ المجاهد " تركي الأشعري" –رحمه الله
وتقبله في الشهداء- في مذكراته, حيث أخبرَ أنَّهُ بعد مقتل الشيخ "أسامة بن لادن" –رحمه الله- بيومين أو
 ثلاثة, رأى رؤيا مَفَادها:
"أنَّهُ رأى الشيخ أسامة جالسًا على جبل من جبال سوريا, وكانَ عملاقًا ضخمًا, رأسُه في عنانِ السماء, ظهره
 إلى المشرق, ووجهه إلى المغرب, وكان ينظر إلى المسجد الأقصى, وكانت الطائرات الأمريكية تحوم حوله,
 تَدخل من تحت كُمِّه فكان يضربها بيده فتسقط وتنفجر فيما بينه وبين المسجد الأقصى, قال: فجئت
 أصعدُ الجبلَ, حتى إذا انتصف هِبْتُه, وسألته: ما هذه الطائرات؟ فالتفت يسرةً وتبسَّم".[1]

وهذه الرُّؤيا لها دلالات عِدة, منها:

-        أنَّ الجهاد سيقومُ في سوريا, ويعظُم أمره, فالشيخ أسامة في الرُّؤيا يرمز للجهاد, وضخامته ترمز
 إلى عِظم أمره وبلوغه مبلغًا كبيرًا.
-        أنَّ أمريكا ستتدخل في سوريا, ورمز هذا في الرُّؤيا وجود الطائرات الأمريكية تحلقُ فوق
الجبال السورية.
-        أنَّ هذا التدخل لا يَقْصِدُ فئةً بعينها, بل هو يقصِد الجهاد والمجاهدين جميعًا, ويرمز لهذا تحليق
هذه الطائرات حول الشيخ أسامة.
-        أن أمريكا ستنهزم وتندحر, ويرمز لهذا سقوط الطائرات الأمريكية وانفجارها.
-        أنَّ هذا الجهاد والمجاهدين يتطلعون لتحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى من براثن اليهود,
وتطهيره من دنسهم ورجسهم.

فهذه الرُّؤيا رؤيا صادقة، والحمدلله قد وقعَ بعض علاماتها؛ فقد قام الجهاد في سوريا وعظم أمره.
وها هيَ أمريكا تقود تحالفًا لحرب المجاهدين, وقد أثبت الواقع أنها لا تستهدف مقرَّات جماعة
الدولة وجنودها فحسب, بل قصفت مواقع فصائل جهادية أخرى, ونحن ننتظر نصر الله –
سبحانه وتعالى- لعباده المجاهدين في سوريا, وهزيمة أمريكا واندحارها –كما تُبشر به هذه الرُّؤيا-.

ولقد وردتني رؤى كثيرة مبشِّرة بهلاك أمريكا ودمارها، وأن الله- سبحانه وتعالى- سيسلِّط عليها عذابين:

·        عذابٌ يكون بأيدي المؤمنين، يُعيدُ إليها ذكريات أحداث عظيمة جسيمة وقعت فيها.
·        وعذابٌ يكون من عند الله؛ عقوبةً لها على استحلالها فاحشة قوم لوط.

ونحن ننتظر كذلك أن يتوجه المجاهدون إلى فلسطين لتحرير المسجد الأقصى، كما تدل عليه
هذه الرؤيا، ورؤى أخرى جاءتني، منها رؤيا واحدة تُبشِّر بأن المسلمين سيدخلون بيت المقدس
في عام 2018م.
أسأل الله أن تكون رؤيا صادقة، وأن يقع هذا الحدث العظيم في هذا التاريخ، وأن يبلِّغنا ذلك
اليوم الذي يُطهَّر فيه بيت المقدس من دنس اليهود ورجسهم، إنه جوادٌ كريم.


 وإنَّما اقتصرت الرُّؤيا على الطائرات الأمريكية- دون غيرها- من طائرات التحالف؛ لأنَّ أمريكا هي القائد
 لهذا التحالف؛ ولأنَّ هذا التحالف إرادة أمريكية صِرفة؛ فهيَ صاحبة الأمر والنهي، فإذا هُزِمت
وانكسرت فقد انْهَزم وانكسرَ هذا التَّحالُف.
ولكن لا أدري, هل سيقتصر تدخلها في سوريا على القصف الجوي فقط؟
أم أنه سيكون هناك تواجد لقواتها وجنودها على الأرض؟ هناك رؤيا قد تُجيب على هذا السؤال:

·      أسدٌ يُهَاجِمُ نَخْلَةً:
 في عام 1432هـ, رأى أحدهم رؤيا, قال فيها: "رأيتُ كأنَّ أسدًا هجم على نخلةٍ وقضمَ من أسفلها قضمةً

جَعَلَتِ النَّخلة تضربُهُ بسعفها حتى قضت عليه"، قال الرَّائي: " فنظرتُ فإذا رأسُ الأسدِ هوَ رأسُ أوباما ! ".


وهذه الرُّؤيا تدل على أنَّ أمريكا قد تدخل بلدًا إسلاميًا- وإليه ترمز النخلة-, وأنَّهُ سيقوم جهادٌ
ضدها وستُمنَى بهزيمة نكراء, وخسارةٍ فادحة, ولكنَّ الرُّؤيا ليست مصرحة بالبلد الذي سوف
 تدخله أمريكا, غير أنها تبشِّر بأنَّها إنْ دخلت في بلدٍ مُسلم, فإنَّها سُتهزم, ومتى ما دخلت في أي
 بلدٍ مسلم تَنزَّلتِ الرُّؤيا عليه, وكانت مُبشرةً بحصول النَّصر لأهلِ هذا البلد عليها.

ولكنِّي لا أدري, هل سيكون هذا البلد سوريا؟ أم ليبيا؟ أمِ اليمن؟ أم بلد الرَّائي نفسه
( السعودية )؟[2]
نسألُ اللهَ أنْ يَحْميَ المُسْلِمينَ و بُلْدَانَهُم مِنْ شَرِّ كُلِّ عَدُوٍّ يُريدُ بِهِم سُوءًا أو شَرًّا إنَّهُ قَويٌّ عَزيز.



وإذا كانت الرؤى السابقة تُبيِّن عاقبة التدخُّل الأمريكي، فهذه رؤيا تبيِّن عاقبة المخطّط الأمريكي والروسيّ
 للقضاء على الجهاد والمجاهدين في سوريا:

·      الجولاني يُحبِطُ مخطّطاتِهم:
يقول الرائي: " رأيت وزيري الخارجية الأمريكيّ والروسيّ ( كيري ولافروف ) يقفان بجانب
بعضهما، وكأن بينهما ورقة اتفاق قد كُتِب فيها : " القتل لآخر مجاهد"، ورأيتُ الشيخ الجولانيّ يُشعل الولاّعة، ويحرق الورقة ". (  22/5/ 1437هـ ).

الرؤيا تُبيِّن- بوضوح- أن هناك تآمرًا واتفاقًا بين الأمريكان والروس، ومخطّطًا يهدف للقضاء على
 الجهاد والمجاهدين في سوريا، إلا أن الله- سبحانه وتعالى- سينصر المجاهدين، ويوفِّقهم لإحباط
 هذا المخطّط، ورد كيدِ الأعداء في نحورهم، والحمد لله- أولاًّ وآخرًا-.

والشيخ أبو محمد الجولاني هو أمير جبهة فتح الشام ( النصرة سابقًا )، ووجوده في الرؤيا قد
يرمز لجماعته، فيكون لها دورٌ كبيرٌ في إفشال هذا المُخطّط والقضاء عليه ودحر الأعداء.
وقد يرمزُ الجولاني- أيضًا- إلى الجهاد والمجاهدين- بشكل عام- على أرض الشام، فيكون في
 الرؤيا بشارة بأن الله سينصر المجاهدين ويوفِّقهم، ويدحرون أعداءهم، وهذا الوجه في التعبير
أقرب عندي من الوجه الأول.

وقد تتحد الفصائل الجهادية تحت راية جبهة فتح الشام، فيجتمع الوجهان في التعبير، ويكون
هذا الاجتماع والتوحد في قتال الأعداء تحت راية واحدة سببًا في نزول النصر، وتحقُّق هذه
الرؤيا، والله أعلم.


·      وَفَازَتْ جَبْهَةُ اَلْنُّصْرَة :
في الصراع الدائر  بين جماعة الدولة وغيرها من الفصائل الجهادية, وعلى رأسها جبهة النصرة ( فتح الشام
حاليًّا ) جاءت هذه الرؤيا لتبين مآل هذا الصراع ونهايته ولمن ستكون العاقبةُ فيه.
حدثني أحدهم بهذه الرؤيا, يقول فيها:

"رأيتُ كأنَّ الدولة في صورة رجل، وكأنَّ جبهة النصرة في صورة رجلٍ كذلك, وكأنَّهُ قامَ بينهما تحدٍ ومسابقة،

وكانت هذه المسابقة بالمطارحةِ أو المكاسرة - حيث يضع كُلٌّ من الشخصين مرفق يده اليمنى على الأرض

وكَفَّهُ بكفِّ الآخر ويتطارحان-، فرأيتُ الرجل المُمثل للنُّصرة طرح يد الرجل المُمثل للدولة على الأرض،

وسمعت هاتفًا يقول: وفازتْ جبهةُ النُّصرة".



فهذه الرؤيا تكشف بوضوح أنَّ الصراعَ قد يحتدم بين جماعة الدولة وجبهة النصرة ، ولكنَّ هذا الصراع
سينتهي بانكسار جماعة الدولة وانتصار جبهة النُّصرة, وهذا مما سيُسهم بالقضاء على البغدادي وفتنته
وذهاب الغطرسة والغرور لدى جماعته.


وقد كانت هذه الرؤيا قبل أن تغير جبهة النصرة اسمها ليصبح ( جبهة فتح الشام )، لكن هذا لا يغير من
تعبير الرؤيا شيئًا؛ لأن المقصود هو الجماعة التي كان يُطلَق عليها هذا الاسم، والتي يرأسها أبو محمد الجولاني.


تَنْبِيْه :
صاحب هذه الرؤيا ليس ممن ينتمي إلى جماعة الدولة أو إلى جبهة النُّصرة, وهذا مهم في تفسير الرُّؤى,
فإنَّهُ لو كان الرَّائي من جنود أو أنصار جبهة النصرة لربما كانت الرؤيا من حديث النفس, أو عكسية -أي
تكون بالعكس- ، ويكون الغالب بالعكس, ولكن في هذه الرؤيا اجتمعَ أمران يمنعان كون الرؤيا من
 الرؤى العكسية أو من حديث النفس:

 أولهما : أنَّ الرائي ليس من إحدى الجماعتين.
 والثاني : أنَّ الهاتف في الرؤيا أكدَّ انتصارَ جبهة النصرة بقوله: "وفازت جبهة النصرة", وإنما نبهت على
هذا؛ لأنَّ هناك بعض الرؤى التي سمعناها وبعضها مما هوَ منشورٌ على الشبكة يرى فيها بعض أتباع الدولة
وأنصارها رؤى في تمدد الدولة أو في غزوها لبعض البلدان أو قهر قادتها لبعض الحكام, وهذه رؤى إمَّا أنَّها
 عكسية أو من حديث النفس؛ لأنَّ الرائي هو من جنودها أو أنصارها!
فلا يغتر بهذه الرؤى من اطّلع عليها أو سمعها ويظن أنها على ظاهرها, بل هي بالعكس أو حديث نفس!

وَ شَاهِدُ ذَلِكَ في القديم رؤيا عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- التي رأى فيها أنه يصارع عبد الملك بن
مروان حتى طرحه أرضًا وثبت أطرافه بأوتادٍ في الأرض, فكان تأويلها ليس على ظاهرها بل كانت من
الرؤى العكسية, وكانت الغلبة والظفر لعبد الملك على ابن الزبير- رضي الله عنهما-.[3]

ومن هذا الباب أن يرى الطالب وقت الامتحانات أنه رسب وتكون بالعكس وينجح!
ويرى تاجر -يريد الدخول في صفقة أو مشروع تجاري- أنه سيخسر, فتكون بالعكس ويربح!
وهكذا, ومثل هذا رؤيا قديمة عُرضت على الشيخ يوسف المطلق -رحمه الله- رأى فيها الرَّائي كأن إسرائيل
احتلت الدول العربية, فعبرها الشيخ وقال أنها بالعكس ولن يكون- ذلك بحول الله-.
ومثلُ هذا أيضًا ما يراهُ بعض سكَّان الجزيرة العربية بأنَّ جماعة الدولة اقتحمت البلاد واحتلتها, فهذا إن لم
 يكن من أتباع الدولة ومناصريها، فرؤياه إمَّا حديث نفس ناشئة عن الخوف منهم والتفكير فيهم, وإمَّا
أن تكون بالعكس- إن كانت صادقة- ، مثلها مثل الرؤيا السابقة التي فسرها الشيخ يوسف المطلق -رحمه
الله- في احتلال إسرائيل للدول العربية.
فليَتَنَبَّه المساكين الذين اغتروا بأمثال هذه الرُّؤى وانضموا إلى البغدادي وجماعته, وظنوا أنَّ دولته باقية
وتتمدد؛ وذلك لجهلهم بالتعبير وأصوله, و حسبنا ونعم الوكيل.


[1] (رحلة من عسير إلى القصير) لأبي الزبير الأشعري , وهيَ عبارة عن مذكرات للشيخ تركي الأشعري- رحمه الله-.
[2] بعد التأمل في هذه الرؤيا، وبالنظر إلى القواعد والأصول التي تُراعى في التعبير؛ فإنه يقوى عندي أن يكون المقصود بالنخلة بلد الرائي نفسه، فيحصل لها غزو أو احتلال، لنهب ثرواتها وخيراتها ، ولكن يبقى احتمال أن ترمز النخلة لأي بلد مسلم آخر قائمًا، والله أعلم.
[3] القصة معروفة، وقد نقلها  الشيخ حمود التويجري- رحمه الله- في كتابه : " الرؤيا ". انظر ص146.

Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © مجالي البوق - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -