Posted by : مجالي البوق الأحد، 25 سبتمبر 2016








الحمدلله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه- كما يحب ربنا ويرضى-، وأصلي وأسلم على الهادي البشير والسراج
المنير نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإنني لمّا نظرت فيما كُتِب عن جماعة الدولة- وهي الجماعة التي يُطلق عليها اختصارًا اسم ( داعش )، وفيما
كُتِب عن إعلانها الخلافة- في غُرّة رمضان لعام 1435هـ، وجدت أنه يتناول الموضوع من زاوية فقهية، أي:
من جهة شروط الإمامة، وانطباقها أو عدمه على أمير هذه الجماعة " أبي بكر البغدادي"؛ فكان مما دعاني
إلى كتابة هذه الرسالة أنني أحببتُ أن أتناول الموضوع من زاوية أخرى، وذلك بالنظر إلى ما ورد في
الأحاديث النبوية والآثار السلفية المتعلقة بالفتن والملاحم وأشراط الساعة وأخبار آخر الزمان.

وإنما أردت تناول هذه الزاوية خاصة؛ لأنني أعلم أن المجاهدين الموجودين في صفوف جماعة الدولة وغيرها
من الجماعات الجهادية يعتنون اعتناءً بالغًا بما يتعلق بأخبار آخر الزمان- ومنها أخبار المهدي-،وعلى هذا؛
فإن تناول الموضوع من هذه الزاوية يكون أدعى لحصول القناعة لديهم، وحصول الفهم لما أردتُ توضيحه
وإيصاله إلى مسامعهم.

ثم إنهم كذلك يهتمون بأمر الرؤى، ويولونها عناية خاصةً واهتمامًا كبيرًا؛ ولذلك جعلت هذه الرسالة
مشتملة أيضًا على مخاطبتهم بهذا الأمر، وذلك بإيراد عدد من الرؤى التي حرصتُ على أن تكون قصيرة ؛
حتى لا يختلف المعبرون في تعبيرها. وهي واضحة- بحمد الله-، وقد استوثقت من أصحابها.

 فجاءت هذه الرسالة إذًا لتوضح: هل هذه الخلافة على منهاج النبوة- كما ادّعى أصحابها-، وهل يمكن أن
تكون هناك خلافة راشدة على منهاج النبوة قبل المهدي أم لا. وقد بينت فيها أن كل حكم يسبق خروج
المهدي، إنما هو في الحقيقة صورة من صور الحكم والملك الجبري- وإن أُلبس لباس الخلافة-.

وكنت قد شرعت في كتابة أصل هذه الرسالة في شهر جمادى الثانية سنة ١٤٣٥هـ، غير أني كلما استخرت
الله في نشرها، لم ينشرح صدري لذلك، ثم حدثت أحداث وجدّت أمور؛ اقتضت أن أضيف بعض
الزيادات إلى أصل الرسالة حتى تواكب المستجدات. وكانت هناك رؤى جديدة قد وردت أيضًا - غير
التي كنت قد كتبتها في أصل الرسالة-، فقمت بإضافتها ؛ لأنها تزيد الأمر وضوحًا لدى القارئ.

وقد أوردت في رسالتي هذه عددًا من الأحاديث والآثار، واعتمدت تصحيح غالبها مما يشكّل أصل الموضوع
ومحوره، وربما ذكرت بعض الأحاديث الضعيفة؛ للاستئناس بها في توضيح بعض الأمور التي ورد ذكرها.

ولما كانت الرسالة مشتملة على عدد من الرؤى؛ قمت بتأليف رسالة بعنوان: ( العمل بالرؤى أحكامه
وضوابطه ) بمثابة توطئة ومقدمة لهذه الرسالة؛ لأن البعض ربما لا يدرك قيمة الرؤى في المنظور الشرعي،
فمهدّت بكتابة رسالة حول هذا الموضوع حتى يدرك القارئ أحكام وضوابط العمل بالرؤى. ولهذا أنصح كل
من ظهر له إشكال فيما يتعلق بالرؤى التي أوردتها في رسالتي هذه بالرجوع إلى رسالة العمل بالرؤى؛ فلعله
يجد فيها جوابًا شافيًا كافيًا حول هذا الأمر.

وقد ختمت رسالتي هذه ببيان الموقف الشرعي الذي أدين الله به من جماعة الدولة وأميرها أبي بكر
البغدادي، وتقديم نصيحة لإخواني المجاهدين الموجودين في أرض الشام المباركة.

 هذا وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ينفع بهذه الرسالة عموم الأمة، والمجاهدين على وجه الخصوص، وأن
يكتب لها القبول والانتشار، وأن يجعلها  خالصةً لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه
 وسلم .

لتحميل البيان كاملاً بصيغة ( pdf ):


للاستماع إلى التسجيل الصوتي للبيان، والفديو الذي يشرحه- عبر يوتيوب-:










                  


Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © مجالي البوق - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -