Posted by : مجالي البوق الجمعة، 9 ديسمبر 2016




الاحتفال بالمولد النبوي




الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

إذا قال لك المحتفل بالمولد: ما هو الدليل على أن الاحتفال بالمولد بدعة؟
فقل له: ماهو الدليل على أن الاحتفال بالمولد سنة؟

فإن قال لك: الدليل هو كذا وكذا وبدأ يسرد لك آيات وأحاديث، فقل له: هذه الآيات والأحاديث: هل كان الصحابة - رضوان الله عليهم- يعرفونها أم لا؟

فإن قال: نعم يعرفونها، فقل له: إذا كانوا يعرفونها وأنها تدل - كما ترى أنت - على أن الاحتفال بالمولد سنة، فلماذا لم يعملوا بهذه السنة؟!
هل كانوا لا يحبون النبي- صلى الله عليه وسلم- ؟!!
هل تركوا شيئًا من الدين، ولم يبينوه للناس حتى يعملوا به؟!

عندها قد يسكت ولا يملك جوابًا، فقل له: يا أخي، ليسعك ما وسع الصحابة - رضي الله عنهم - ؛ فهم لم يحتفلوا بالمولد رغم حبهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فافعل كما فعلوا ولا تحتفل بالمولد، فإن عدم الاحتفال به لا يدل على أنك لا تحب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال بعضهم في الجواب عن السؤال: لقد كانوا مشغولين بالجهاد!!

وهذا الجواب مردود على صاحبه؛ فحتى إن كان الصحابة مشغولين ، ألا يبينون للناس أن الاحتفال بالمولد سنة؟ وأنهم مشغولون بالجهاد عن فعل هذه السنة؟!
ألا يُعتبرون بذلك قد كتموا شيئًا من الدين لم يبينوه للناس؟!!

حاشا لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يتركوا سنة فيها إظهار الحب له، أو حتى أن يمتنعوا عن تعليم الناس فعلاً جائزًا يدل على تعظيم الرسول- عليه الصلاة والسلام-.
كيف وهم المعظمون لأمره، المحبون له حبًّا أشد من حبنا نحن له - رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين-.

يقول الإمام مالك - رحمه الله-:

لقد أنزل الله على رسول - صلى الله عليه وسلم -قوله : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" ، فما لم يكن يومئذ دينًا؛ فليس اليوم بدين. اهـ

فهل كان الاحتفال بالمولد من الدين يوم نزلت هذه الآية؟
الجواب: لا.
فكيف نعتبره اليوم من الدين إذًا؟!!!

وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم- :

 " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" ، فهل كان المولد من سنة الخلفاء الراشدين حتى نفعله؟ 
هل فعله أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي - رضي الله عنهم أجمعين- ؟
هل يمكن أن نسبق نحن إلى خير أو إلى سنة أو إلى طاعة لم يسبقونا هم إليها؟!

وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم- أيضًا :
 " من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ".

فهل الاحتفال بالمولد من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من أمر أصحابه - رضي الله عنهم - ؟
الجواب: لا، وإذًا فهو مردود على صاحبه.

مما سبق نعلم أن العلماء الذين أفتوا بجواز الاحتفال بالمولد وأنه سنة حسنة وقعوا في الخطأ؛ لأن جميع من سبقهم من الصحابة - رضوان الله عليهم-، والتابعين ، وأصحاب المذاهب الأربعة المشهورة - رحمهم الله أجمعين-  لم تأتِ عنهم كلمة واحدة تدل على أن الاحتفال بالمولد سنة أو أنه أمر جائز، وهؤلاء لهم من المكانة والفضل والرسوخ في العلم ما ليس لغيرهم ممن جاء بعدهم؛ فعلينا أن نتمسك بما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- ،  وبما كان عليه أصحابه -رضوان الله عليهم - وبما كان عليه سلف هذه الأمة - رحمة الله عليهم- ؛ فلا نُشرِّع عبادة لم يفعلوها ولم يعملوا بها، وإلا وقعنا فيما حذر منه النبي- صلى الله عليه وسلم - حينما قال: " إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ".

اللهم وفقنا لمتابعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأفعاله، وفي سيرته وأخلاقه، فمتابعته أكبر دليل على محبته كما قال الله - جل وعلا -: 
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ".

اللهم وثبتنا على ذلك حتى نلقاه على الحوض غير مبدلين ولا مبتدعين، اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه أخوكم/ أبو عبد الله مجالي بن محمد البوق.


Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © مجالي البوق - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -